والبرزخ والآخرة ، فلا يستطيع أن يجمع نفسه ويقدمها لله تعالى ! وكما قال النبي صلى الله عليه وآله : إن الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء . ( وسائل الشيعة - آل البيت : 16 / 254 ) ( 3 ) وهذا الكلام لم يقله النبي صلى الله عليه وآله لي ولك ، بل قاله لأعيان الإنسانية الذين وصلوا إلى هذه المراحل ! وعندما يصل الإنسان إلى درجة العبد المطلق يكون كما نقرأ في زيارة الجامعة : وذلَّ كلُّ شئ لكم ، وأشرقتِ الأرضُ بنوركم . ( العيون : 1 / 304 ) ! كل شئ . . كل ما يصدق عليه أنه شئ في تلك الحضرة ذليل ! وجبرئيل شئ وميكائيل شئ ، والكرسي واللوح والقلم ، أشياء . . وكلها ذليلة أمام الإمام الحجة بن الحسن صلوات الله عليه ! وذل كل شئ لكم . . لماذا ؟ لأنه صار عبداً مطلقاً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي ، من خاف الله عز وجل خاف منه كل شئ ، ومن لم يخف الله عز وجل أخافه الله من كل شئ . ( من لا يحضره الفقيه : 4 / 357 ) ( 4 ) وهذه العبودية هي التي قالوا عنها ( العبودية جوهرة كنهها الربوبية ) أي ربوبية للأشياء بالله تعالى . أرأيتم النتيجة التي ينتهي إليها الصبر ، وكيف يصل الإنسان الذي صبر نفسه في جنب الله تعالى إلى مقام العبد المطلق ، ويستحق الإمامة المطلقة ؟ فماذا نستطيع أن نقول في مقام الإمام صاحب الزمان عليه السلام ؟ أليس الأفضل أن نصمت ونكتفي بذكر اسمه الشريف فقط ؟ ! * * لإمام العصر وولي الأمر صلوات الله عليه مئةٌ وثمانون صفةً أو لقباً ، ونيفاً ،