responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 527


بلغوا بتحقيق شروط في سلوكهم ، من أولها الصمت والسكوت وقلة الكلام !
فالصبر يبدأ بحفظ العين واللسان ، أي بالصبر عن النظر والكلام ، وفي ذلك سر ، وهو أن النقطة التي يبدأ منها فضول النفس هو النظر واللسان !
ثم يتواصل الصبر ، إلى أن يصل إلى الصبر على كل الأمور : الصبر على المشتهيات ، والصبر على المنازعات والمجادلات ، والصبر على المؤلمات والمصائب . . الخ . فإذا تم ذلك فقد تمت ألف باء الصبر ، حتى يصل إلى درجة الصبر عن جميع الدنيا ، ويتحقق لصاحبه حبس النفس عن كل عالم المادة ، ويخرج روحه من كل متعلقاتها .
وإذا تم له ذلك ، وحبس نفسه عن كل عالم المادة ، وما فيه من مال ومقام ولذائذ ، فلم يصل إلى درجة الإنسان الكامل أيضاً ! لأن قوله تعالى : وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ، يعني أنهم صبروا عن الدنيا وعن البرزخ أيضاً ! والبرزخ هنا هو الصور الخيالية ، والصبر عليها يعني محوها من عالم النفس والروح .
فإذا تم له محو عالم الدنيا وعالم البرزخ ، يصل إلى المرحلة الثالثة وهي الصبر عن شؤون عالم الآخرة .
فإذا استطاع أن يصبر على الآخرة بكل ما فيها من نعيم ، يكون بذلك محا الدنيا والبرزخ والآخرة من روحه ، وحينئذ يمكنه أن يفرغ نفسه وروحه لله تعالى دون أن يكون له فيه شريك ، ويصل إلى درجة العبد المطلق .
إن الله تعالى لا يقبل الشريك ، ولا يصح أن تكون الدنيا ولا الآخرة شريكاً له في نفس العبد المطلق . وما لم يمح الإنسان من نفسه وروحه كل الدنيا

527

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست