وقال تعالى : يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُور اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ . ( سورة التوبة : 32 - 33 وسيأتي تفسيرها بالإمام المهدي عليه السلام في الموضوع رقم : 33 ) ولا يتسع الوقت لبيان سبب ترتيب الآيتين بهذا النسق ، وارتباطهما ، وسبب التغيير في أولاهما ، ولماذا قدم كره الكافرين ومقاومتهم على كره المشركين ، ولماذا ذكر في سورة الأنفال آية 8 ، وفي سورة يونس آية 82 كُرْهَ المجرمين ولم يذكر كره فئات أخرى غير الكافرين والمشركين والمجرمين ؟ ! عندما نفهم هاتين الآيتين ، نفهم من هو الإمام الحجة بن الحسن صلوات الله عليه . الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . . فالدين الذي أرسل الله به رسوله صلى الله عليه وآله أكمله بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، أي بالضمان الرباني لاستمرار علم النبوة وتطبيق وحيها ! وقد علم الله تعالى وأخبر رسوله صلى الله عليه وآله بأن الأمة سوف تغدر بالإمام بعده فقد قال النبي لعلي : ( إن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه . صحيح ) . ( مستدرك الحاكم : 3 / 142 ) علم سبحانه أن الليل سيغشى قبل أن يتجلى النهار فقال : وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى . وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ! وأخبر تعالى أنهم : يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ . . ثم أخبر . . يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ . . فقال سبحانه : وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ . . وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ . وقضى تجلي النهار الموعود على يد الإمام المهدي عليه السلام ، فكان هو ( متمُّ نور الله تعالى ) ! لقد اكتمل الدين على يد جده المصطفى صلى الله عليه وآله بإمامة جده أمير المؤمنين عليه السلام لكن هذا الإكتمال لم يتحقق به الهدف الذي هو إتمام النور الإلهي ، فجعله الله على يد إمامنا المهدي عليه السلام وخصه الله بأنه : متم نوره في الأرض ! إن عمله ودوره عليه السلام هو غاية الغايات ومنتهى النهايات لبعثة نبينا صلى الله عليه وآله وكل