( الإمام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ، ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كله ، من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب ) . إن الفم الذي أطلق هذه الصفات للإمام والذي وهبه الله إياها باستحقاق ، هو عالم آل محمد عليهم السلام . مخصوص بالفضل كله . . بالفضل كله ، وبكل الفضل ! والفضل أنواع عديدة ، فالعلم فضل ، والعفة فضل ، والغيرة فضل . . الخ . وكل واحدة من هذه الفضائل درجاتٌ ومراتب ، فالشجاعة درجات ، والغيرة مراتب ، والعفة مستويات ، والإمام مخصوص بالفضل كله ، بأنواع الفضائل وأعلى مراتبها ! فالإطلاق هنا شمولي وقد جاء به الإمام عليه السلام بعد لفظ العموم فشمل به الأعداد والمراتب ! والمهم أن هذا المقام وفضائله الربانية ليست كفضائل الطلب والاكتساب ، بل هي : اختصاص من المفضل الوهاب ! فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ، أو يمكنه اختياره ؟ ! هذا هو الإمام عليه السلام ! * * أما إمام الزمان أرواحنا فداه ، فقد ورد له في مجموع الروايات والزيارات والأدعية الصحيحة ، مئة واثنان وثمانون مقاماً وصفة ! إحدى صفاته عليه السلام : ( متمُّ نور الله ) وهي صفة يتحير فيها العقل ! ففي القرآن آيتان مقترنتان ، نزلتا مرتين ، بتغيير في صيغة أولاهما دون الثانية نزلتا أولاً في سورة الصف ، ثم نزلتا في سورة التوبة ! قال تعالى : يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ . ( سورة الصف : 8 - 9 )