وهكذا لابد لنا للحصول على جواب سؤالنا أن نعرف الإمامة أولاً ما هي ؟ ثم نعرف الإمام بشكل عام من هو ؟ ثم ننتقل إلى معرفة صاحب الزمان عليه السلام من هو ؟ ومن عيون كلمات المعصومين عليهم السلام في تعريف الإمامة والإمام ، كلام الإمام الرضا عليه السلام . ( تقدم حديث الإمام الرضا عليه السلام في وصف الإمامة في الموضوع رقم : 29 ) ومن الطبيعي أنا لا نستطيع إكمال البحث في ماهية الإمامة في هذا المجلس ولا في مئة مجلس ، وإنما غرضنا أن نفتح الباب للذين يبذلون جهدهم وأوقاتهم في التفكير في أعمق العلوم الإسلامية كالفقه وأصول الفقه ، أن يتوجهوا بتفكيرهم إلى علم أصول العقيدة . لقد عرَّف الإمام الرضا عليه السلام الإمامة أولاً ، ثم عرف الإمام وبين صفاته ، وتضمن كلامه في الإمامة ثمانية وعشرين مبحثاً ! نتعرض لكلمة واحدة منها في بيان درجة الإمامة ورتبتها في قوس الصعود وسلسلة الموجودات . قال عليه السلام : ( إن الإمامة أجل قدراً ، وأعظم شأناً ، وأعلا مكاناً ، وأمنع جانباً ، وأبعد غوراً ، من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماماً باختيارهم ) ! والمهم للعلماء هو الدراية لا الرواية . والتعبير الأول للإمام الرضا عليه السلام عن جلالة الإمامة ، ومتعلق الجلالة القدر . والتعبير الثاني عن عظمتها ، ومتعلق العظمة الشأن . والتعبير الثالث عن علوها ، ومتعلق العلو المكان . والتعبير الرابع عن منعتها ، ومتعلق المنعة عزة الجانب . والتعبير الخامس عن بعد غورها ، ومتعلق الغور العمق ! وفي هذه الأوصاف يتجلى علم الإمام الرضا عليه السلام وإنما يعرف الإمام بالعلم !