ونموها حسب استعدادها ، وروح النبي صلى الله عليه وآله تشرق على معادن الناس بالنور وحرارة الحياة ، فتأخذ منها نموها وتكاملها حسب استعدادها ! والناس أيضاً معادن كمعادن الذهب والفضة والحديد . . الخ . وهذه الشمس النبوية لم تغب بعد رحيله صلى الله عليه وآله بل تواصلت وتواصل إشراقها وإن حجبتها الغيوم ! والإمام الرضا عليه السلام هو امتداد شمس النبوة في الأرض ، وهو شمس له من بينهم خصوصيته التي أعطاه الله إياها ! والنقطة المهمة هنا إضافة السراج إلى اسم ( الله ) تعالى من بين أسمائه الحسنى ، فالإمام الرضا سراج مادي ومعنوي منسوب إلى الله تعالى ! وهذا اللقب تعبير كاف لنفهم منه أن مكانة الإمام الرضا عليه السلام في أي أفق ؟ ! لقد قرأنا أن الإضافة تكون مغلبة أو مغيرة ، وأن الشئ ما لم يضف يبقى في حد نفسه وعنوانه لا يتجاوزه ، أما إذا أضيف فتصير له حيثيتان واحدة ذات المضاف ، والثانية ما اكتسبه بالإضافة . ثم يصل الأمر إلى المضاف اليه ما هو ؟ ومن هو ؟ والمسألة هنا أن الإمام الرضا عليه السلام بذاته سراج ، يعني أن معدن روحه المقدسة ونفسه القديسة ، منبع للنور والحرارة ، فأي نفس مقدسة هذه التي ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَو لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ) ؟ أما عندما تضاف إلى ( الله ) تعالى وتتصل بمنبع ( كُنْ فَيَكُونُ ) فإن صفتها تكون : ( نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ) ، فالإضافة تعطيها نسبةً إلى المضاف إليه ، وحيثية وجود آخر . سراج الله . . وطرف الإضافة هنا اسم الله ، وليس اسم العليم أو الرحمن أو الوهاب مثلاً ! وخصوصية اسم ( الله ) أنه يجمع الألف اسم من أسماء الله الحسنى ، وبذلك يكتسب السراج من أشعة الأسماء الألف ! من أشعة العليم