responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 467


وما لا ذوق له وهو الروح ، ومنها منظور إليه وليس له وزن ولا لمس ولاحس ولا لون ولا ذوق ، وهو التقدير والأعراض والصور والطول والعرض ، ومنها العمل والحركات التي تصنع الأشياء وتعملها وتغيرها من حال إلى حال ، وتزيدها وتنقصها . فأما الأعمال والحركات فإنها تنطلق ، لأنه لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه ، فإذا فرغ من الشئ انطلق بالحركة وبقى الأثر ويجري مجرى الكلام يذهب ويبقى أثره . قال عمران : يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحداً لا شئ غيره ولا شئ معه ؟ أليس قد تغير بخلقه الخلق ؟
قال له الرضا عليه السلام : قديم لم يتغير عز وجل بخلقه الخلق ، ولكن الخلق يتغير بتغيره .
قال عمران : يا سيدي فبأي شئ عرفناه ؟ قال : بغيره . قال : فأي شئ غيره ؟ قال الرضا عليه السلام : مشيته واسمه وصفته وما أشبه ذلك ، وكل ذلك محدث مخلوق مدبر .
قال عمران : يا سيدي فأي شئ هو ؟
قال : هو نور بمعنى أنه هاد خلقه من أهل السماء وأهل الأرض ، وليس لك عليَّ أكثر من توحيدي إياه . قال عمران : يا سيدي أليس قد كان ساكتاً قبل الخلق لا ينطق ثم نطق ؟
قال الرضا عليه السلام : لا يكون السكوت إلا عن نطق قبله ، والمثل في ذلك أنه لا يقال للسراج هو ساكت لا ينطق ولا يقال إن السراج ليضئ فيما يريد أن يفعل بنا ، لأن الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون ، وإنما هو ليس شئ غيره ، فلما استضاء لنا قلنا قد أضاء لنا حتى استضأنا به ، فبهذا تستبصر أمرك .
قال عمران : يا سيدي فإن الذي كان عندي أن الكائن قد تغير في فعله عن حاله بخلقه الخلق ؟ قال الرضا عليه السلام : أحلت يا عمران في قولك إن الكائن يتغير في وجه من الوجوه حتى يصيب الذات منه ما يغيره ! يا عمران هل تجد النار تغيرها تغير نفسها ؟ وهل تجد الحرارة تحرق نفسها ؟ أو هل رأيت بصيراً قط رأى بصره ؟
قال عمران : لم أر هذا إلا أن تخبرني يا سيدي أهو في الخلق ؟ أم الخلق فيه ؟
قال الرضا عليه السلام : أجلُّ يا عمران عن ذلك ، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه ، تعالى عن ذلك ، وساء علمك ، ما تعرفه ، ولا قوه الا بالله . أخبرني عن المرآة أنت فيها أم هي فيك ؟ فإن كان ليس واحد منكما في صاحبه ، فبأي شئ استدللت بها على نفسك يا عمران ؟

467

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست