responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 466


فقال له عليه السلام : سألت فافهم ، أما الواحد فلم يزل واحداً كائناً لا شئ معه بلا حدود وأعراض ، ولا يزال كذلك ، ثم خلق خلقاً مبتدعاً مختلفاً بأعراض وحدود مختلفة ، لا في شئ أقامه ولا في شئ حده ولا على شئ حذاه ومثله له ، فجعل الخلق من بعد ذلك صفوة وغير صفوة ، واختلافاً وائتلافاً ، وألواناً وذوقاً وطعماً ، لا لحاجة كانت منه إلى ذلك ولا لفضل منزلة لم يبلغها إلا به ، ولا رأى لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصاناً تعقل هذا يا عمران ؟ قال : نعم والله يا سيدي .
قال عليه السلام : واعلم يا عمران أنه لو كان خلق ما خلق لحاجة ، لم يخلق إلا من يستعين به على حاجته ، ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق ، لأن الأعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوى ، والحاجة يا عمران لا يسعها لأنه كان لم يحدث من الخلق شيئاً إلا حدثت به حاجة أخرى ، ولذلك أقول : لم يخلق الخلق لحاجة ، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض ، وفضل بعضهم على بعض ، بلا حاجة منه إلى فضل ، ولا نقمة منه على من أذل ، فلهذا خلق .
قال عمران : يا سيدي هل كان الكائن معلوماً في نفسه عند نفسه ؟
قال الرضا عليه السلام : إنما يكون المعلمة بالشئ لنفي خلافه ، وليكون الشئ نفسه بما نفى عنه موجوداً ، ولم يكن هناك شئ يخالفه فتدعوه الحاجة إلى نفي ذلك الشئ عن نفسه بتحديد ما علم منها ، أفهمت يا عمران ؟ قال : نعم والله سيدي فأخبرني بأي شئ علم ما علم ، أبضمير أم بغير ذلك ؟ قال الرضا عليه السلام : أرأيت إذا علم بضمير هل يجد بداً من أن يجعل لذلك الضمير حداً تنتهي إليه المعرفة ؟ قال عمران : لا بد من ذلك .
قال الرضا عليه السلام : فما ذلك الضمير ؟ ! فانقطع ولم يحر جواباً .
قال الرضا عليه السلام : لا بأس إن سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر ؟ فإن قلت نعم أفسدت عليك قولك ودعواك . يا عمران أليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير ، وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع ، وليس يتوهم منه مذاهب وتجزية كمذاهب المخلوقين وتجزيتهم ، فاعقل ذلك وابن عليه ما علمت صواباً .
قال عمران : يا سيدي ألا تخبرني حدود خلقه كيف هي ، وما معانيها وعلى كم نوع تكون ؟
قال : قد سألت فاعلم أن حدود خلقه على ستة أنواع ، ملموس وموزون ومنظور إليه

466

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست