رجل من بعد موتهم بستين سنة ! ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له : يا رأس الجالوت ، أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة ، اختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ثم انصرف بهم إلى بابل ، فأرسله الله عز وجل إليهم فأحياهم ؟ ! هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم ! قال رأس الجالوت : قد سمعنا به وعرفناه . قال : صدقت . ثم قال : يا يهودي خذ عليَّ هذا السفر من التوراة . فتلا عليه السلام علينا من التوراة آيات ، فأقبل اليهودي يترجج لقرائته ويتعجب ! ثم أقبل على النصراني فقال : يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم ؟ قال : بل كانوا قبله . فقال الرضا عليه السلام : لقد اجتمعت قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه أن يحيي لهم موتاهم فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له : إذهب إلى الجبانة فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يا فلان ويا فلان ويا فلان ، يقول لكم محمد رسول الله قوموا بإذن الله عز وجل ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ! فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ثم خبروهم أن محمداً بعث نبياً ، فقالوا : وددنا أنا أدركناه فنؤمن به ! ولقد أبرأ الأكمه والأبرص والمجانين ، وكلمه البهايم والطير والجن والشياطين ، ولم نتخذه رباً من دون الله عز وجل ، ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم ، فمتى اتخذتم عيسى رباً جاز لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل رباً ، لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم عليهم السلام من إحياء الموتى وغيره . وإن قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم ألوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة ، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة ، فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميماً ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ، ومن كثرة العظام البالية ، فأوحى الله عز وجل إليه : أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم ؟ قال : نعم يا رب ، فأوحى الله عز وجل إليه : أن ناداهم فقال : أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز وجل ، فقاموا أحياء أجمعون ، ينفضون التراب عن رؤوسهم !