وألبستها أم جعفر البدنة الأموية وابتنى بها في ليلته ، وأوقد في تلك الليلة شمعة عنبر فيها أربعون مناً في تور ذهب . . . وذكر أن المأمون أقام عند الحسن بن سهل سبعة عشر يوماً ، يعد له في كل يوم لجميع من معه جميع ما يحتاج إليه ، وأن الحسن خلع على القواد على مراتبهم وحملهم ووصلهم وكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم . قال وأمر المأمون غسان بن عباد عند منصرفه أن يدفع إلى الحسن عشرة آلاف ألف من مال فارس وأقطعه الصلح ، فحملت إليه على المكان وكانت معدة عند غسان بن عباد فجلس الحسن ففرقها في قواده وأصحابه وحشمه وخدمه ، فلما انصرف المأمون شيعه الحسن ثم رجع إلى فم الصلح . فذكر عن أحمد بن الحسن بن سهل قال كان أهلنا يتحدثون أن الحسن بن سهل كتب رقاعاً فيها أسماء ضياعه ونثرها على القواد وعلى بني هاشم ( أي العباسيين ) ، فمن وقعت في يده رقعة منها فيها اسم ضيعة بعث فتسلمها . . . ثم قال : سألها يوماً المأمون بفم الصلح حيث خرج إلينا عن النفقة على بوران ، وسأل حمدونة بنت غضيض عن مقدار ما أنفقت في ذلك الأمر ؟ قال فقالت حمدونة : أنفقت خمسة وعشرين ألف ألف . قال فقلت أم جعفر : ما صنعتِ شيئاً ، قد أنفقت ما بين خمسة وثلاثين ألف ألف إلى سبعة وثلاثين ألف ألف درهم ) . انتهى . أقول : ( كانت الشاة بثلاثة دراهم ) ! وفي ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي : 1 / 203 : ( لما بنى المأمون على بوران ، فرش له حصير من ذهب مسقوف ، ونثر عليه جواهر ، فجعل بياض الدر يشرق على صفرة الذهب وما مسه أحد . فوجه الحسن إلى المأمون : هذا نثار يجب أن يلقط ، فقال المأمون لمن حوله من بنات الخلفاء : شرفن أبا محمد ، فمدت كل واحدة منهن يدها ، فأخذت درة وبقي باقي الدر يلوح على الذهب حصير . فقال المأمون : قاتل الله أبا نواس حيث يقول : كأن صغرى وكبرى من فواقعها * حصباء در على أرض من الذهب فكيف لو رأى هذا معاينة !