وفي الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص 486 : ( 415 / 2 - عن عبد الله بن محمد الهاشمي العلوي قال : دخلت علي المأمون فحدثني ملياً ، ثم أخرج من كان عنده لمكاني ، فلما خلا المجلس دعا بماء فغلسنا أيدينا ، ثم أتي بطعام فطعمنا ، ثم أمر بستارة فمدت ، ثم أقبل على واحدة من الجواري وقال : يا بنت فلان لمَّا رثيت لنا من بطوس قطنا . فأنشأت الجارية تقول شعراً : سقياً لطوس ومن أضحى به قطنا * من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا فبكى المأمون حتى اخضلت لحيته من دموعه ثم قال : يا عبد الله ، أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك أن أنصب أبا الحسن علماً ، فوالله لأحدثنك بحديث فاكتمه علي . جئته يوماً فقلت له : جعلت فداك ، آباؤك موسى بن جعفر وجعفر بن محمد ومحمد بن علي وعلي بن الحسين والحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، كان عندهم علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وأنت وصي القوم ، وعندك علمهم ، وهذه الزاهرية حظيتي ومن لا أقدم عليها أحداً من جواريَّ ، وقد حملت غير مرة كل ذلك تسقط ، وهي حبلى ، أفلا تعلمني شيئاً أعلمها فتعالج به فلعلها تسلم ؟ قال المأمون : فأطرق إطراقة ثم رفع رأسه وقال : لا تخف من إسقاطها ، فإنها ستسلم وتلد لك غلاماً أشبه الناس بأمه ، كأن وجهه الكوكب الدري ، وقد زاد الله في خلقه مرتين قلت : فما المرتان الزائدتان ؟ قال : فالأولى بيده اليمنى خنصرة زائدة ليست بالمدلاة ، وفي رجله اليسرى خنصرة زائدة ليست بالمدلاة . فتعجبت من ذلك ، ولم أزل أتوقع من الزاهرية حتى إذا قرب أمرها جاءتني القيمة على الجواري وعلى أمهات الأولاد فقالت يا سيدي ، إن الزاهرية قد دنت ولادتها ، فتأذن لي أن أدخل عليها القوابل ؟ فأذنت لها في ذلك . ثم قلت : إذا وضعت المولود فأتيني به ذكراً كان أو أنثى ، فما شعرت إلا وأنا بالقابلة قد أتتني بغلام مدرج في حريرة ، فكشفت عن وجهه كأنه الكوكب الدري ، أشبه الناس بأمه ، فرددت الغلام على القابلة ، وقمت أسعى حافياً ، وكان نزل معي في الدار ، فإذا هو في بيت يصلي ، فلما أحس بي خفف صلاته ، فسلمت عليه ، ثم جئت إلى موضع سجوده فقبلته وقلت : يا سيدي أنت الداعي المطاع ، وأنا من رعيتك ، فأخرجت خاتمي