والده ، صامتاً عن المنطق في حياته ، فإذا انقضت مدة والده ، إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته ، وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته ، وبلغ منتهى مدة والده عليه السلام فمضى وصار أمر الله إليه من بعده ، وقلده دينه ، وجعله الحجة على عباده ، وقيِّمه في بلاده ، وأيده بروحه ، وآتاه علمه ، وأنبأه فصل بيانه ، واستودعه سره ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأنبأه فضل بيان علمه ، ونصبه علماً لخلقه ، وجعله حجةً على أهل عالمه ، وضياءً لأهل دينه ، والقيمَ على عباده ، رضي الله به إماماَ لهم ، استودعه سره ، واستحفظه علمه ، واستخبأه حكمته ، واسترعاه لدينه ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأحيا به مناهج سبيله ، وفرائضه وحدوده . فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل ، وتحير أهل الجدل ، بالنور الساطع ، والشفاء النافع ، بالحق الأبلج ، والبيان اللائح من كل مخرج ، على طريق المنهج ، الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم السلام . فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي ، ولا يجحده إلا غوي ، ولا يصد عنه إلا جري على الله جل وعلا ) . * * ( 2 ) في التفسير الصافي للفيض الكاشاني : 1 / 86 : وروي عن الصادق : أن الصورة الإنسانية هي الطريق المستقيم إلى كل خير والجسر الممدود بين الجنة والنار . وفي التفسير الصافي : 1 / 92 : ( وقال الصادق عليه السلام : الصورة الإنسانية هي أكبر حجة الله على خلقه ، وهي الكتاب الذي كتبه الله بيده ) . وفي شرح الأسماء الحسنى للسبزواري : 1 / 12 : ( وعن الصادق عليه السلام كما في الصافي أو عن أمير المؤمنين علي عليه السلام على ما قال ابن جمهور رحمه الله : الصورة الإنسانية هي أكبر حجج الله على خلقه ، وهي الكتاب الذي كتبه بيده ، وهي الهيكل الذي بناه بحكمته ، وهي مجموع صور العالمين ، وهي المختصر من اللوح المحفوظ ، وهي الشاهدة على كل غايب ، وهي الحجة على كل جاحد ، وهي الطريق المستقيم إلى كل خير ، وهي الجسر الممدود بين الجنة والنار ) . انتهى . * *