responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 416


وقبل هذه الجملة وصف شخص الإمام بأنه : كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق ، بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار . فشبهه بالشمس التي تجلل بنورها العالم ولا تصل إليها الأيدي ، ولا إلى عمقها الأنظار . هذا كما في رواية الكافي وتحف العقول وغيبة النعماني ونسخة من معاني الأخبار ، أما رواية عيون أخبار الرضا عليه السلام وغيرها من روايات الصدوق رحمه الله ففيها : كالشمس الطالعة بنورها للعالم ، لكن العبارتين تصفان الإمام عليه السلام بأنه شمس تضئ على العالم وأنها في أفق سام ، لا تناله الأيدي والأبصار !
وقد أردنا أن تكون هذه الصفة مقدمة لشرح صفة : الإمام واحد دهره ، فالدهر في اصطلاح الفلاسفة أعم من الزمان لأنه وعاء المجردات ، في مقابل الزمان الذي هو وعاء الماديات ، وعلى هذا بنى المحقق الداماد رحمه الله مصطلحه عن الإمام : القدوس الدهري .
أما اللغويون فقد أطالوا بحث الفرق بين الدهر والزمان ، وبعضهم قال بعدم الفرق ، وبعضهم قال بأن الدهر أعم ، وهو ما نرجحه .
على أنا يمكننا أن نفهم أن الإمام واحد الدهر ، وليس الزمان بالدليل العقلي ، فإن هذه المباحث برهانية لا تعبدية ، وإن كانت مقدمات البرهان فيها عميقة ودقيقة ، فكلما كانت المسألة مهمة أكثر ، كانت مقدمات أدلتها أعمق وأدق !
إن الإمام عصارة خِلْقَة الإنسان ، وصورة الإنسان كما عن الإمام الصادق عليه السلام : أكبر حجج الله على خلقه وهي الهيكل الذي بناه بقدرته . ( 2 ) وقد استعمل الله سبحانه تعبير ( تَبَارَكَ ) عن خلق الإنسان مرتين ، مرة في غاية خلقه ، ومرة فيما تنتهي اليه الغاية ! قال الله تعالى : لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( سورة التين : 4 ) ، وقال تعالى : ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً

416

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست