عالم آل محمد ! فمع أن النبي صلى الله عليه وآله وكذا الأئمة عليهم السلام علماء بكل أسرار الوجود ، وشهداء الله على خلقه ، وقد أعطاهم الله تعالى علم السيطرة التكوينية والتشريعية ، فقال عز وجل : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَئٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ . ( سورة النحل : 89 ) ، وقال تعالى : وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب . ( سورة الرعد : 43 ) ومع ذلك فقد أعطوا لقب ( عالم آل محمد ) لشخص واحد منهم فقط هو الإمام الرضا عليه السلام ! روى أبو الصلت الهروي رحمه الله قال : ( لقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر ، عن أبيه عن جده موسى عليه السلام أنه كان يقول : هذا أخوك علي بن موسى عالم آل محمد فاسألوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم ، فإني سمعت أبي جعفراً يقول غير مرة : إن عالم آل محمد لفي صلبك ، وليتني أدركه فإنه سمي أمير المؤمنين عليه السلام ) ( البحار : 49 / 100 ) . لقد أجاب عالم آل محمد عليه السلام عن سؤالنا : من هو الإمام ؟ فعدَّدَ بضعةً وخمسين صفةً للإمام المنصوب من الله تعالى ! وهنا معدن معرفة الإمام ، من لسان الإمام ، الخبير بالإمامة وصفات الإمام عليه السلام ! إن واجبكم جميعاً أن تدرسوا هذه الأصول من هذا المنبع الصافي ، وتتأملوا فيها ، بقوة إيمان ، وصفاء ضمير ، واستمداد من الله تعالى ، لعله يفيض على قلوبكم بعض معارفها . ( 1 ) من هذه الصفات التي ذكرها الإمام عليه السلام في جوابه المفصل عن ماهية الإمامة والإمام ، قال : الإمام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، لاحظوا أن الإمام عليه السلام استعمل كلمة ( دهره ) ولم يقل ( واحد زمانه ) فالدهر غير الزمان كما يأتي . ولاحظوا أنه استعمل لفظ ( واحد ) ثم لفظ ( أحد ) ولكل منهما معنى في مكانه