مشروعهم عز وجل في هذا الكون الوسيع والطبيعة التي حولنا وفي أنفسنا ، هذا الصنع الذي بلغ أقصى درجات الإعجاز والإتقان . وإذا كان من الغباء أن نُبَسِّط أيَّ جزءٍ منه ، أو نُسَطِّح فيزياءه وقوانينه ، فإن من الغباء الأكبر أن ننظر بسطحية إلى مشروع النبي والأئمة عليهم السلام الذي هو أعمق من فيزياء الطبيعة بكثير ، فهم حجج الله تعالى على خلقه ، بعلمهم ومعجزاتهم ، وهم نوره في أرضه ، هذا النور الذي قال لنا عنه سبحانه في سورة النور ( آية : 35 ) إنه موجود في بيوت عندكم : اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ . مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ، يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ، يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ . يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شئ عَلِيمٌ . فالنبي وآله المعصومون صلى الله عليه وآله نور الله في أرضه ، والرابط بينه وبين خلقه ، لا يصح أن نقسس بهم أحداً . . لا بعلمهم ، ولا بأفعالهم ، ولا بأرواحهم ، ولا بأجسادهم ، ولا بفريضة ولايتهم وطاعتهم عليهم السلام ! وليس كل من ادعى الفهم فاهماً ، ولا من ادعى العلم عالماً ، ولا من تعاطى الطب طبيباً ، ولا كل من ورد بحر فهم الأنبياء والمعصومين عليهم السلام سبَّاحاً ، فإن بحوث معرفة شخصياتهم المقدسة عليهم السلام بحرٌ ، النجاةُ فيه في اللجة ، والغرق فيه في الشاطئ ، وهو بحرٌ يحتاج إلى فهم الفقيه ، وعمق الفيلسوف ، وفهم المعصوم من كلام معصوم ، ويحتاج بعد ذلك إلى نبض قلب وإشراقة روح . . وتلك ميزات وهب الله منها الكثير للمرجع الأستاذ دام ظله .