العلم بالله تعالى ، إلى أعمقها وأغربها في ذلك الزمن كعلم الكيمياء والإكسير ! فكم روى عنه محمد بن مسلم الثقفي في الفقه ؟ ! وكم روى عنه جابر بن يزيد الجعفي في الغيبيات ؟ ! وقال له زرارة ذات يوم : جعلني الله فداك ، أسألك في الحج منذ أربعين عاماً فتفتيني ! فقال : يا زرارة ، بيتٌ يحج قبل آدم عليه السلام بألفي عام ، تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً ! ( من لا يحضره الفقيه : 2 / 519 ) أما جابر بن حيان أبو الكيمياء والجبر فهو تلميذ الإمام الصادق عليه السلام ! فأين تعلم الإمام الكيمياء وأطلق في العالم أصولها حتى صار تلميذه جابر يعرف في جامعات الغرب باسم أب الكيمياء ، ويقام له تمثال في جامعاتها ؟ ! ( 1 ) لقد اعترف الجميع من العامة والخاصة والأجانب ، أن علم الجبر الذي هو مفتاح استكشاف المجهولات وعلم ما يكون ، من إملاء الإمام الصادق عليه السلام على جابر بن حيان ! ( 2 ) هذه الموسوعية في العلوم التي كانت معروفة في عصره وغير المعروفة ، من أين أتى بها الإمام الصادق عليه السلام ؟ ! إن الحديث عن شخصية الإمام الصادق عليه السلام فوق قدرتنا ، لأنا لا نستطيع أن نصل إلى فهمه وتعريفه ، فما زالت كثير من أسرار شخصيته غائباً عنا ! والذي يستطيع تعريف الإمام الصادق عليه السلام هو الشخص الأول في العالم جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، الذي بشر به أمته قبل زمانه ! كانت شخصيته عليه السلام متميزة عن كل أهل عصره ، كما هو الحال في شخصيات المعصومين عليهم السلام وكان الإمام محل تعظيم وإعجاب حتى من أعدائه ومخالفيه ! فقد رووا عن أئمة المذاهب إعجاباً كبيراً به لا يشبهه إعجابهم بأحد ! قال الصدوق أعلى الله مقامه في الخصال ص 167 : ( حدثنا محمد بن موسى