responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 390


يصف أحد الرواة الأجلاء كيف احتاج إلى مسألة شرعية ، فاضطر إلى استعمال الحيلة لكي يصل إلى الإمام الصادق عليه السلام ليسأله عنها : قال هارون بن خارجة : كان رجل من أصحابنا طلق امرأته ثلاثاً ، فسأل أصحابنا فقالوا : ليس بشئ . فقالت امرأته : لا أرضى حتى تسأل أبا عبد الله عليه السلام وكان بالحيرة إذ ذاك أيام أبي العباس . قال : فذهبت إلى الحيرة ولم أقدر على كلامه إذ منع الخليفة الناس من الدخول على أبي عبد الله عليه السلام ، وأنا أنظر كيف ألتمس لقاءه ، فإذا سوادي ( أي رجل من أهل العراق ، وكان العراق يسمى السواد ) عليه جبة صوف يبيع خياراً ، فقلت له : بكم خيارك هذا كله ؟ قال : بدرهم . فأعطيته درهماً وقلت له : أعطني جبتك هذه ، فأخذتها ولبستها وناديت : من يشتري خياراً ! ودنوت منه ، فإذا غلام من ناحية ينادي : يا صاحب الخيار . فقال عليه السلام لي لما دنوت منه : ما أجود ما احتلت ! أي شئ حاجتك ؟ . قلت : إني ابتليت فطلقت أهلي ثلاثاً في دفعة ، فسألت أصحابنا فقالوا ليس بشئ . وإن المرأة قالت لا أرضى حتى تسأل أبا عبد الله عليه السلام ، فقال : إرجع إلى أهلك فليس عليك شئ . ( الخرائج : 2 / 642 والبحار : 47 / 171 ) في مثل هذه الأجواء كان يعيش الإمام الصادق عليه السلام ، وعندما سنحت له فرصة قصيرة ظهر منه من العلوم ما ملأ الآفاق ، من بحوث التوحيد ونفي التعطيل والتجسيم والتشبيه ، إلى بحوث علم الباري تعالى وقدرته وإرادته ومشيئته ، إلى بحث الذات المقدسة ، والصفات والأفعال والأسماء . .
إلى مباحث العقل ، والمعاد ، والنبوة العامة والخاصة ، وتاريخ الأنبياء عليهم السلام ، ومباحث الإحتجاجات في الإمامة الكبرى وتطبيقها . . إلى المباحث المتعلقة بالسماء والعالم ، مضافاً إلى بحوث الفقه من باب الطهارة إلى الديات ، في كل أبواب العبادات والمعاملات .
ظهر منه في هذه الفترة القصيرة ما ملأ العالم ، من أعلى العلوم وأبواب

390

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست