بحق محمد خاتم النبيين ، وعلي أمير المؤمنين ، وبحق فاطمة بنت نبيك وبحق الحسن والحسين ، فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا وبهم أتوسل ، وبهم أتشفع إليك ، وبحقهم أسألك وأقسم وأعزم عليك ، وبالشأن الذي لهم عندك ، وبالقدر الذي لهم عندك ، وبالذي فضلتهم على العالمين ، وباسمك الذي جعلته عندهم ، وبه خصصتهم دون العالمين ، وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين ، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعاً . ( 2 ) فمعنى هذا أن هؤلاء الخمسة صار لهم حسابهم الخاص عن كل العالمين ، بما حملهم الله تعالى من اسمه الأعظم ، فلا يقاس بهم غيرهم أبداً ! وذلك الدم المقدس الذي أريق في كربلاء أخذ خصوصياته من هنا ! فهو دم بدن يحمل اسم الله الأعظم ، لكن إلى أي حد ، وأي مستوى ؟ إن اسم الله الأعظم ثلاث وسبعون حرفاً ، منه حرف مختص بالله تعالى ، لا يصل إلى مخلوق ولا يصل اليه مخلوق ! ومن الاثنين وسبعين حرفاً أعطى الله تعالى عبده عيسى بن مريم عليه السلام أربعة حروف فقط ، وبها كان يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله . كل هذه الآثار كانت بالحروف الأربعة ! أما إبراهيم عليه السلام فقد وصل إلى درجة أن يعطى من اسم الله الأعظم ثمانية حروف لم يتجاوز الثمانية ! وأما نبينا وأهل بيته صلى الله عليه وآله فقد أعطاهم الله تعالى اثنين وسبعين حرفاً من اسمه الأعظم . فالحروف الأربعة التي عند عيسى المسيح عليه السلام ، والثمانية التي عند إبراهيم عليه السلام ، إلى الاثنين وسبعين حرفاً ، كلها في قلب الحسين عليه السلام ! ولك أن تتصور بدناً يحمل مثل هذا الجوهر الفرد ، ودماً أريق من مثل ذلك القلب بأي حساب يجب أن يحسب ؟ !