وأن أعلى نقطة في مراتب الوجود إلى أدنى نقطة في مراتبه ، كلها اهتز وجودها ووجدانها أمام دم الإمام الحسين عليه السلام ، فما هذه العظمة ؟ ! ولم يقف الإمام الصادق عليه السلام عند هذا ، بل قال كلمة بعده لا يستوعبها إلا من خصه الله برزق من عنده ! قال الإمام عليه السلام : وما يرى ، وما لا يرى ! فكل ما خلق الله مما يرى ولا يرى ، بكى لدم الحسين عليه السلام ! فما هذا المجد الرباني للحسين ، وما قضيته ؟ هذا يعني أنك إذا أردت أن تتلفظ باسم الحسين عليه السلام على المنبر ، وتؤدي ما ينبغي من مراسم ذكر اسمه ، فغسلت فمك بماء الورد ألف مرة ! فأنت مقصر في آداب ذكر اسمه الشريف ! كيف لا ، وأنت لا تستطيع أن تفهم دم الحسين عليه السلام ، وما معنى أنه سكن في الخلد ! فكيف تفهم روحه ؟ ! وإذا أردنا أن نصوغ المطلب بنظم الدليل البرهاني ، فإن إضافة النكرة إلى المعرفة تقلب النكرة فتكتسب بإضافتها التعريف ، هذه قاعدة العَلَم الإضافي ، فإذا كان المضاف اليه فوق التعريف ، أخذ المضاف من صفته فصار فوق التعريف ! وهذا هو الدليل البرهاني على أن الإمام الحسين عليه السلام فوق التعريف ! كما أن الإضافة تكون أحياناً إضافة فنائية ، فيكون لها حكم آخر ، حيث تسري آثار المفني فيه إلى الفاني وتظهر عليه ! فلننظر إلى إضافة الحسين إلى الله تعالى ، أي نوع من الإضافة هي ، لكي نفهم لماذا قال الإمام الصادق عليه السلام : السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله ! فمن هو قتيل الله هذا ؟ إرجعوا إلى دعاء علقمة بن محمد الحضرمي ، واقرؤوا هذا الجملة التي تبين مقام النبي صلى الله عليه وآله وبقية أصحاب الكساء عليهم السلام يقول : يا من يكفي من كل شئ ولا يكفي منه شئ في السماوات والأرض ! أسألك