يا أبا عبد الله . تعيد ذلك ثلاثاً ، فإن السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد . . . قال له يونس : جعلت فداك إني أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع ؟ قال : إذا أتيت أبا عبد الله فاغتسل على شاطئ الفرات ، ثم البس ثيابك الطاهرة ، ثم امش حافياً فإنك في حرم من حرم الله وحرم رسوله ، وعليك بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ، والتعظيم لله عز وجل كثيراً ، والصلاة على محمد وأهل بيته ، حتى تصير إلى باب الحائر ، ثم تقول : السلام عليك يا حجة الله وابن حجته . السلام عليكم يا ملائكة الله ، وزوار قبر ابن نبي الله . ثم أخط عشر خطوات ، ثم قف وكبر ثلاثين تكبيرة ، ثم امش إليه حتى تأتيه من قبل وجهه ، فاستقبل وجهك بوجهه وتجعل القبلة بين كتفيك ثم قل : السلام عليك يا حجة الله وابن حجته . السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله . السلام عليك يا ثأر الله وابن ثاره . السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والأرض ) . انتهى . ( 1 ) تأملوا جيداً ، فالسلام الأول سلام عام ، وبعده ثلاث تسليمات خاصة ! وهنا المعرفة والحكمة ! إن لُباب العلم في كلمات الأئمة المعصومين عليهم السلام ، والعقل البشري يحتاج إلى مدد إلهي وعناية ربانية ، ليصل إلى شعاع من تلك الشموس المتوهجة ! السلام عليك يا حجة الله وابن حجته . . وهذه الصفة سمةٌ عامة للأئمة الذين جعلهم الله ذرية مباركة بعضها من بعض ، لكن ما بعدها صفاتُ وسماتٌ خاصة بالحسين لا يشترك معه فيها غيره ، حتى أبوه صلوات الله عليهم . السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله . . تعبيرٌ بليغٌ لنوع فريد من الشهادة لله