نعم ، خاتم النبيين صلى الله عليه وآله الشخص الأول في عوالم المخلوقات ، لكنه هو الذي يتولى حفر قبر أصحاب الحسين سلام الله عليه ، ورضوان الله عليهم ! ! إنها عظمة قضية كربلاء ، وعظمة الحسين عليه السلام وأصحابه ! فلنفكر في هذا الأمر ، وفيما يستلزمه ! والأمر الثاني أن الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وصلوا إلى مرتبة بحيث أن جبرئيل قال للنبي صلى الله عليه وآله إن الله تعالى بنفسه يقبض أرواحهم ! فما هذا المقام ؟ ! الذي بلغ أن الله يقبض أرواحهم وليس عزرائيل عليه السلام ! والنبي صلى الله عليه وآله يحفر لهم ويدفنهم ! هذا عن أصحاب الحسين ، أما عن مقام الحسين نفسه عليه السلام فإني أورد لكم رواية من مصادر العامة صححها كبارهم ، تدل على أن قضية الحسين أعظم من كل ما ذكرناه ! فقد رواها إمام الحنابلة في مسنده ، والحاكم النيشابوري في مستدركه ، وآخرون من أئمة السنة ، كالخطيب ، وابن كثير ، وابن الأثير ، وابن حجر . وغرضي هنا فقه المطلب وإلا فالأحاديث والآثار كثيرة ، لكن المهم إدراك دقائق المعاني وفقه الحديث . ( قال ابن عباس : رأيت رسول الله في المنام نصف النهار أشعث أغبر ، معه قارورة فيها دم ، فقلت بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم ! قال عمار : فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل فيه ) . وقال ابن الأثير في تاريخه ( ج 1 ص 582 طبعة إحياء التراث - بيروت ) : ( قال ابن عباس : رأيت النبي الليلة التي قتل فيها الحسين ، وبيده قارورة يجمع فيها دماً فقلت : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال : هذه دماء الحسين وأصحابه أرفعها إلى الله تعالى ) ! . انتهى . ( 1 ) أرجو أن تنتبهوا ، فإن أحاديث النبي والأئمة صلى الله عليه وآله فيها دقائق ، فقد وردت