وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ . ( سورة الحج : 1 - 2 ) فإنه يحدث انقلاباً في القلوب بإنذاره ! لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ، ثم : وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ . من روايات الإمام الحسن العسكري عن أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله أنه قال : ( من كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا ، فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به ، جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور ، يضئ لجميع أهل العرصات ، وحلة لا تقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثم ينادي مناد : يا عباد الله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد ، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزهة الجنان . فيخرج كل من كان علَّمه في الدنيا خيراً ، أو فَتَحَ عن قلبه من الجهل قفلاً ، أو أوضح له عن شبهة ) . ( الاحتجاج للطبرسي : 1 / 7 ) من كان عالماً بشريعتنا . . هذا قول أمير المؤمنين عليه السلام . فالشرط هو العلم بالشريعة ، وكلمات الأئمة عليهم السلام تحتاج إلى دقة عالية لفهمها ، فقد استعمل الإمام هنا لفظ ( الشريعة ) وهي ولفظ ( المشرعة ) من جذر واحد ! وعند التأمل فيهما نفهم معنى : من كان عالماً بشريعتنا ، فمثل هذا الشخص يستطيع أن يخرج ضعفاء شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله من ظلمة جهلهم ، إلى نور العلم الذي تعلمه من أهل بيت النبوة عليهم السلام . معنى هذه الجملة أنكم عندما تجلسون على منبر الخطابة والتبليغ ، فلا تطعموا الناس المساكين ما يلوكه زيد وعمرو ، وما يتجشأه هذا وذاك ! وليكن ما تقدمونه لهم علماً ينبع من عين معين القرآن المبين والعترة الطاهرة ، فبهذا الزلال فقط تحيون قلوب الناس .