الله أن يزيل الجبال لفعل ، ولو دعوه أن يطبق السماء على الأرض لفعل ! أحدهم المحور ، والثاني مركز الدائرة حول ذلك المحور ، وفي ذلك المركز سرٌّ مستسر ! ثم انظر كيف تتوزع مواقع الباقين ؟ مواقع أين منها مواقعُ النجوم وأسرارٌ أين منها أسرار الفيزياء ونسج الطبيعة ! ! إن في حادثة المعراج حقائق عجيبة ، نستطيع أن نتحدث عنها على قدر فهمنا وقدرة عقولنا ، لا على قدرها وواقعها ! القضية التالية التي سأنقلها اتفقت عليها كلمة الكل ، وقد رواها البخاري في كتاب بدأ الخلق وفي كتاب الاستئذان ، ( : 4 / 183 ) عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي فقال النبي ( ص ) : مرحباً يا ابنتي ، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسرَّ إليها حديثاً فبكت فقلت لها : لم تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت ، فقلت ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن ! فسألتها عما قال فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله . حتى قبض النبي ( ص ) فسألتها فقالت : أسر إليَّ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي ، فبكيت ! فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين ، فضحكت لذلك ) . انتهى . ونحوه في مسند أحمد : 6 / 282 ، لكن الأصح ما رواه البخاري : 4 / 210 وهو عن عائشة أيضاً ، قالت : دعا النبي ( ص ) فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها فسارَّها بشئ فبكت ثم دعاها فسارَّها فضحكت ، قالت فسألتها عن ذلك فقالت : سارَّني النبي فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه ، فضحكت ) . ونحوه في : 5 / 138 ، وقد رواه في مواضع أخرى .