حتى أوصي غيرك ! وأوصته أن يقوم بمراسم جنازتها ويدفنها ليلاً ، ولا يخبر فلاناً وفلاناً بموتها وأن يخفي قبرها ! ( أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني . . . وأن لا يصلي علي أحدٌ منهم ولا من أتباعهم . وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار ) ! . هذه الرواية وأمثالها تدل على أن الأحداث كانت خطيرة وجدية إلى أبعد حد ! وأنه لم يضيع حق شخص كما ضيعوا حق الزهراء عليها السلام ، ولا تحمَّل أحدٌ من الألم ما تحمله أمير المؤمنين عليه السلام ! إن فكرنا يبقى عاجزاً عن إدراك هذه الشخصية وهذا الحق المضيع ، ولكي ندرك ذلك نحتاج إلى ذهن كذهن الميرزا أعلى الله مقامه ! ورد في روايات العامة ورواياتنا أن النبي صلى الله عليه وآله عُرج به إلى السماء مرتين ، وعن ابن عباس أن أحدهما معراج كرامة ، والثاني معراج عجائب ، وفي بعض رواياتنا أنه عُرج به مئة وعشرين مرة . ولعل هذه الحادثة المرتبطة بالزهراء عليها السلام كانت في معراج العجائب ! فقد روى السيوطي وهو من أكابر علمائهم في الدر المنثور ( : 4 / 153 ) حديثاً عن الطبراني بحذف سنده ، ثم نقل رواية عن الحاكم وقال إنه ضعفها ، ثم روى حديثاً عن الطبراني واهتم به ، وهو عن عائشة قالت : ( قال رسول صلى الله عليه وآله : لما أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة ، فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أرَ في الجنة أحسن منها ، ولا أبيض ورقاً ، ولا أطيب ثمرة ، فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة ) . انتهى . فلا بد أن نفهم من هي فاطمة عليها السلام التي هاجموا بيتها وأضرموا فيه النار وضربوها ! والتي عاشت بعد أبيها خمساً وسبعين يوماً ، في مواجهة أحداث