responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 288


ما أحقر الدنيا عند الله تعالى ، حتى سمح أن يكون خيرة أوليائه بعد نبيه صلى الله عليه وآله ، الذين لو دعا أحدهم أن يملأ الله بيته ذهباً لفعل ، سمح أن يستقرضوا قوتهم وهو خبز شعير ، من يهودي !
إن هذا هو الإسلام الذي قَلَبَ الدنيا ، وهذه هي المدينة الإسلامية الفاضلة التي تهز العالم ، وهذا هو أشرف بيت فيها لا يملك قوت يومه ، ويحتاج أن يستقرض خبزه من يهودي خيبري !
فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص . . وفي الليلة الأولى جاءهم فقير مسلم ، وفي الثانية يتيم ، وفي الثالثة أجنبي مشرك فآثروه كلهم حتى الحسن والحسين تصرفا كالكبار ، ومن أولى منهما بفعل الكبار ؟
فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين . . وأقبل فاتح خيبر وقالع بابها مع طفليه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم !
فذلك الإنسان الكامل ، ملك ثمرات الوجود ، وأشجع المخلوقات وأصبرها ، الذي لا يهتز قلبه لما يهتز له العرش . . اهتز قلبه لهم وقال : ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم ! بلفظ التعجب وأفعل التفضيل !
وقام فانطلق معهم . . لأنه لما رأى حالهم ، رأى بلوغ عترته ذروة الإنسان وتحقق الثمرة من خلق الله للعالم ، فأراد أن ينظر إلى بقية عترته في أي حال ؟ فلعل فاطمة لا تستطيع الحراك أو أغشي عليها من الجوع !
فرأى فاطمة في محرابها ، رأى ثمرة الوجود في محرابها ، وقد التصق بطنها في ظهرها ، وغارت عيناها فساءه ذلك ! فنزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال : خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك . . فأقرأه السورة !

288

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست