الربانية ، فيكون رضاه رضا الله وغضبه غضب الله تعالى ، فهنا يصل الانسان إلى مستوى أنه يغضب حيث يغضب الله تعالى ويرضى حيث يرضى الله تعالى ! ! لكن المسألة هنا فوق هذا ، لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يقل فقط إن فاطمة عليها السلام وصلت إلى مستوى بحيث صارت تغضب حيث يغضب الله تعالى وترضى حيث يرضى الله تعالى ! بل قال إن الله يغضب عندما تغضب فاطمة ، ويرضى عندما ترضى فاطمة عليها السلام ! ! وهنا يقف العقل في الميدان ، ولو كان جواده كميتاً ! شخصيةٌ بهذا المقام ، وباعترافهم بأنها سيدة نساء أهل الجنة . . أنظروا كيف يعاملونها ، ويتكلمون عنها ! روى البخاري : 4 / 41 باب فرض الخمس ، عن عائشة ( أن فاطمة ابنة رسول الله ( ص ) سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ( ص ) أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله ( ص ) مما أفاء الله عليه . فقال لها أبو بكر : إن رسول الله ( ص ) قال : لا نورث ، ما تركنا صدقة . فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت . وعاشت بعد رسول الله ( ص ) ستة أشهر . قالت : وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله ( ص ) من خيبر وفدك ، وصدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركاً شيئا كان رسول الله ( ص ) يعمل به إلا عملت به ، فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ . فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس ، فأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر ، وقال : هما صدقة رسول الله ( ص ) كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى من ولي الأمر ) ! ! . انتهى .