واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء . يا رسول الله ! أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، لا يبرح الحزن من قلبي ، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم . كَمَدٌ مُقيح ، وهَمٌّ مُهيج ، سرعان ما فرق بيننا ، وإلى الله أشكو . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك عليَّ ، وعلى هضمها حقها ، فاستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً ! وستقولُ ويحكم الله ، وهو خير الحاكمين . سلام عليك يا رسول الله سلام مودع ، لا سئم ولا قال ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين ، والصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاماً ، واللبث عنده معكوفاً ، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية ! فبعين الله تدفن ابنتك سراً ، وتهتضم حقها قهراً ، وتمنع إرثها جهراً ، ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر ! فإلى الله يا رسول الله المشتكى ، وفيك أجمل العزاء . وصلوات الله عليك وعليها ، ورحمة الله وبركاته ) . * * ( 4 ) في ميزان الاعتدال للذهبي : 2 / 618 : ( عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني عن أبي هريرة ، قال رسول الله : أول شخص يدخل الجنة فاطمة . أخرجه أبو صالح المؤذن في مناقب فاطمة ) . انتهى . وهو في لسان الميزان لابن حجر : 4 ص 16 . وفي كنز العمال : 12 / 110 : ( أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد ، ومثلها في هذه الأمة مثل مريم في بني إسرائيل ) . وقال في مصادره : ( أبو الحسن أحمد بن ميمون ، في كتاب فضائل علي ، والرافعي عن بدل بن المحبر ، عن عبد السلام ابن عجلان ، عن أبي يزيد المدني ) . انتهى . وفي مناقب آل أبي طالب : 3 / 110 ، عن أبي صالح في الأربعين ، عن أبي حامد الإسفرائيني ، بإسناده عن أبي هريرة . وفي البحار : 73 / 70 ، من كتاب الفردوس لابن شيرويه ، عن أبي هريرة .