المطففين : 24 ) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ . ( سورة الغاشية : 8 ) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ . ( سورة عبس : 38 ) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ . وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ . تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ( سورة القيامة : 21 - 25 ) إنه يوم بروز الحقائق والبواطن ، فالذين أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم لابد أن تظهر حقيقتهم ويحشروا على وجوههم إلى النار . أما الذي ناجى ربه فقال : إلهي ما عبدتك طمعاً في جنتك ، ولا خوفاً من نارك ، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك . ( نهج السعادة : 8 / 7 ) فلابد أن يُحشر مشرقَ الوجه ، مرفوعَ الرأس ، تعرف في وجهه نُضْرة النعيم ، يجلله نور ربه ، ويتطلع إلى رحمته وفيض عطائه : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ . في ذلك العالم لابد أن يموت الباطل لكي تظهر الأمور على واقعها ، وأن يحيا الحق ويبرز من مكامنه : ( أشهد أن الموت حق والبعث حق ! ) وبعد أن يتم حشر الناس وحسابهم ، وتعدَّ جنة الخلود لأولياء الله وأحبائه . . فمن هو أول شخص يدخل الجنة ؟ لاشك أن درجة الأولية هي للشخص الأول في الوجود وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله فهو الأول في كل درجات وجوده ، ومحال أن يعطي الله هذه الدرجة لغيره ! فكيف يصح قوله صلى الله عليه وآله : أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد ؟ يصح ذلك إذا تعمقنا في دراية الحديث ، ولم نكن كالرواة الذين يروون الحديث ولا يفقهونه ، لقد رووا أن النبي صلى الله عليه وآله قال : نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . ( سنن ابن ماجة : 1 / 86 ) ! إن فاطمة وأباها صلى الله عليهما جوهرٌ واحد ، ونورٌ واحد ، ودخولها الجنة