أرضه عليها السلام ، ويغمض عينيه عن جناياتهم في حقها ، حتى أوصت بدفنها ليلاً حتى لا يشهد الظالمون جنازتها ! إنها جنايةٌ يجب أن تكون محور البحث بين عوامنا وخواصنا ، ترى ماذا كان ، وماذا جرى ، حتى وصل الأمر إلى شهادتها ؟ ! ! اللهم اغفر لنا ، ولا تجعلنا شركاء في ظلم فاطمة الزهراء عليها السلام . اللهم اغفر لنا حتى لا نكون مسؤولين في مقابل ذلك الأنين ، وتلك الدموع ، وتلك الآهات التي عاشت بها فاطمة عليها السلام بعد فقد أبيها صلى الله عليه وآله . لنتأمل هذا اليوم في هذه الكلمة التي تبين تلك الظلامة إلى حد ما ، فقد روى ابن حجر في لسان الميزان والذهبي في الميزان ، عن أبي صالح المؤذن ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد . كما رواه أعلام سنيون ( 4 ) فلنتأمل نحن في فقهه ولو بقدر شخص سني أزاح عن فكره حجاب التعصب ، وجعل العقل والكتاب والسنة دليله للوصول إلى الحق . إن الفرق بين عالم الدنيا والآخرة ، أن هذا العالم عالم غلبة الملك على الملكوت ، وحسب التعابير الدقيقة لأعيان المتألهين والحكماء المتعمقين ، والفقهاء الراسخين ، فإن هذا العالم عالمُ غلبةِ الباطل على الحق ، وغلبةُ عالم الشهود على عالمِ الأمر ، وغلبة الغيب على الظهور . ولهذا نرى أن السِّيَر في هذه النشأة تابعةٌ للصور ، والصور حاكمةٌ على السُّوَر ! والسِّيَر هي المنويات ولكل امرئ ما نوى . فالإنسان إنسانٌ بعالمه الداخلي ومعانيه ، ومنها فهمه للمعاني . وقد صدق أهل البيت عليهم السلام حيث قالوا : لا نعد الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاني كلامنا .