وقد استعمل الإمام كلمة ( معناها ) لأن المعنى هو المقصود وتمام المراد . والقرآن قسم نفسه وبين أنه قشر ولب ، فقشره لأهل القشر ولبه لأولي الألباب ! والإمام عليه السلام يقول : ( لا نعد الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاني كلامنا ) . ( 5 ) فإن وصلتم إلى فهم المعاني والمقاصد ، فإن الإمام يعدكم علماء ! ينبغي أن نعرف معنى الرزق في الآية ، ونحن نتكلم بمقدار وقتنا ، وإلا فالقرآن بحر عندما يرده الإنسان يغرق في أمواجه ! الرزق قوام وجود الموجود ، والإمام اعتبره معنى لأنه يرتبط بهذه الحقيقة ، إن ما يرتبط ببدني ليس هو رزقي بل هو رزق جلدي وقشري ، رزق مركبي وليس رزقي . وعندما أخرج من جلدي ، فإن الذي يدفن تحت التراب جسدي ولست أنا ، فإضافة الرزق إلى الجسد ، من إضافة الأوْل والصيرورة لا الحقيقة ، ثم إن رزقي ( أنا ) متوقف على معرفة أنا ، وما لم نعرف معنى ( هم ) في رزقناهم لا يمكن أن نعرف معنى رزقناهم ، التي هي جوهر الحديث . إجمال المطلب أن ما تفهمه هو رزقك ، وما تأكله رزق مركبك . فالعلم والمعرفة قوام الروح ، والعلم قوام الوجود ، ومعنى ذلك قهراً أن رزقي هو علمي ، ورزقك هو علمك . وعندما يقول بحر العلم ، وهو بحر لا ينال قعره ، اسمه جعفر بن محمد عليه السلام يقول : المعنى هنا : ومما علمناهم ، يتضح ما هو رزقنا . مما علمناهم . . هنا بحث ، مما علمناكم نحن . . والخلاصة : رزقكم هو علمكم ، وهذا الرزق ليس إلا القرآن وما يصدر من بيت الوحي . . ( 6 )