فاحرصوا على سلوك التقوى لأن جناب الحق سبحانه عظيم الجلال ، والطريق هنا لا يمكن سلوكه بدون طهارة : لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ فبمقدار ما تحققون من التقوى في سلوككم ، يمن عليكم الله تعالى بخلعته الربانية وهي لباس المرابطين على ثغور المذهب ، في غيبة ولي العصر أرواحنا فداه . ومن واجبات المرابط أن يرصد العدو ، ويفهم من أين يريد إبليس وعفاريته أن ينفذوا ، فيحصن تلك الثغرة ، ويسد ذلك المنفذ . هذه المهمة هي واجبكم اليوم ، أما ثوابها فهو يبهر العقول ! قال الإمام عليه السلام : ( ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا ، كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة ! ) إن هذه الرواية وأمثالها التي وردت بهذا المضمون ، تدلنا على أن الأئمة عليهم السلام كانوا يتوقعون أن إبليس وعفاريته سوف يركزون جهودهم لإبعاد الناس عن مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وأن الخطر سيتوجه من إبليس وعفاريته إلى ضعفاء الشيعة ! فاقرؤوا هذه الروايات في البحار وغيره بفهم وليس مجرد قراءة ! وستجدون أن همَّ الأئمة عليهم السلام يتركز على حفظ ضعفاء الشيعة من وسوسات النواصب والمخالفين ! والتعبير بإبليس وعفاريته له مغزى مهم ، فهو يدل على أن قوى عفريتية وأعمالاً عفريتية ستحاول النفوذ إلى أذهان ضعفاء الشيعة والتأثير عليها كما نرى في مثل هذا الزمان ! فعلى العالم أن يكون مرابطاً في سبيل الله ، حارساً لثغور المذهب الحق ، حافظاً لقلوب ضعفاء الشيعة ، دافعاً عنهم إبليس وعفاريته ، الذين يبذلون جهدهم للنفوذ إلى قلوبهم .