وصف علياً عليه السلام بها ، قال عنه أيضاً : ( الذي هو كالشمس والقمر الساري ، والكوكب الدري ) ! ونحن نعرف أن منظومات الكون ثلاثة أنواع لا أكثر : شموس مضيئة بنفسها ، وأقمار منيرة بغيرها ، ونجوم . وقد وصف النبي علياً بها ثلاثتها ! وهذا الكلام ليس كلاماً صادراً من عارف أو فيلسوف أو فلكي حتى نحمله على عالمه ، ولا المتكلم به موسى وعيسى صلى الله عليه وآله ، بل هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعقل الكل ، ونقطة الوصل بين الرب وجميع المربوبين ، فهو صلى الله عليه وآله يقول لنا إن أردتم أن تنظروا إلى شخص يحمل علم آدم وفهم نوح وخلة إبراهيم ومناجاة موسى وسياحة عيسى وصبر أيوب عليه السلام . . فانظروا إلى علي بن أبي طالب ! ويقول : إن علياً فوق ذلك شمس مضيئة ، وقمر منير ، ونجم يتلألأ ! ثم قال صلى الله عليه وآله : أشجع الناس قلباً ، وأسخى الناس كفاً ، فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . وكلمة ( أشجع الناس ) أعم الألفاظ في الدلالة على التفضيل ، فلا يستثنى من جميع الناس إلا من أخبرنا الله تعالى بأنه سيد الخلق وخاتم النبيين ! أو ليس هذا الكلام البليغ من رسول الله صلى الله عليه وآله دليلاً على أن ما قيل وكتب ، وما سيقال ويكتب عن علي عليه السلام ليس إلا بمقدار جناح بعوضة أمام ذروة ربانية شامخة ؟ ! بلى ، إنه كلام فوق شرح الشراح ، وتفسير المفسرين ، وقول القائلين ! روى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة : 2 / 662 ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ( خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشرة ألف عام ، فلم يزل في شئ واحد ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، فلما خلق الله تعالى آدم أسكن ذلك النور في صلبه ، إلى أن افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء