responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 144


لاحظوا قول أبي ذر رحمه الله : بينما أنا ذات يوم من الأيام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذ قام وركع وسجد شكراً لله تعالى ، ثم قال . . . الخ . ( 1 ) فعندما نقرأ عن رسول الله صلى الله عليه وآله علينا أن نتوقف عند كل كلمة وحركة وسكنة ، ونتأمل فيها . . فالشخص الذي ينزه الله تعالى نفسه لأنه أسرى به فيقول : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ . ( سورة الإسراء : 1 ) صاحب مقام رفيع لا يمكن معرفته إلا مجملاً ، كما أجمل الله عنه القول بقوله : فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ( سورة النجم : 10 ) فمثل هذا الشخص لا يصح أن ينظر إلى قوله وعمله كغيره ، فإن الحركة والسكنة منه لها حساب .
يقول أبو ذر كان النبي صلى الله عليه وآله جالساً مع أصحابه وفيهم أبو ذر ، فوقف في مجلسه فجأة ، ثم ركع ، ثم سجد !
والقيام والركوع والسجود أعلى أوضاع العبادة لله تعالى ، ثم قال : يا جندب من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في خلته ، وإلى موسى في مناجاته وإلى عيسى في سياحته ، وإلى أيوب في صبره وبلائه ، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل .
من أراد أن ينظر إلى آدم . . في عطر وجوده الذي هو العلم .
والى نوح . . في عطر وجوده الذي هو الفهم ، والى بقية هؤلاء الأنبياء العظام عليهم السلام في أعلى صفاتهم ، فلينظر إلى رجل سوف يأتي !
وهذا أيضاً من الإعجاز النبوي ، فالله هو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصفات أخبره بأن صاحبها آت في الطريق ، وأمره بأن يخبر المسلمين بمقامه العظيم قبل أن يأتي ، ليستشرفوه وينتظروه ، ويفكروا في أنفسهم من ترى سيكون هذا الشخص الرباني الذي يمدحه الله ورسوله بهذا المديح ؟ !
والذي يحير العقل أكثر أن النبي صلى الله عليه وآله مضافاً إلى تلك الصفات الفريدة ، التي

144

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست