يستطيعون وصفها ، ويحومون حول كنوزها ولا يستطيعون استخراجها ! كان وما زال بكراً على عقولهم ، مهاباً في صدورهم ! ومع أنه غني في عطائه لهم ، فإن كل حصيلتهم من خزائنه الدنيا ، أما خزائنه العليا فهي أعلى منالاً من مستواهم ، لا يمسها إلا المطهرون ، الذين يملكون الوسائل العليا التي تمكنهم من استخراج ما يحتاجه البشر من القرآن ! هل يستطيع أحدٌ من العلماء في عصرنا أو غير عصرنا ، أن يدعي أنه يمكنه أن يستخرج كنوز القرآن ؟ ! فليتفضل علماء الأزهر ، وكل علماء الحواضر الإسلامية من مذاهب السنة والشيعة ، هل يستطيع أحد منهم أن يفتح فمه بعلم فيخبرنا عن معنى : ألف . لام . ميم . ؟ هل يستطيع أحد منهم أن يخبرنا عن المعنى المكنون في : ح . م . ع . س . ق . ؟ ! هل يوجد منهم أحد يخبرنا عن رمز ق ، وعن سر : أ . ل . ر . ؟ ! إن هذا الكتاب العظيم ، كان وما زال بحاجة إلى معلم رباني يعلمه للأمة وللبشرية ، ومعلم هذا الكتاب بعد النبي صلى الله عليه وآله ، هو فقط من يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عما دون العرش ! إن البشرية لم ترَ بعد النبي صلى الله عليه وآله من قال : سلوني ، ولم يعين حداً لما يسأل عنه في الأرض ولا في السماء ! فهذا الشخص فقط يستطيع أن يفسر كتاب الله الذي فيه تبيان كل شئ ! اليوم أكملت لكم دينكم . . لأنا إن اكتفينا بتنزيل الكتاب عليكم ، ولم نجعل له مفسراً له بعد رسولنا ، فقد جعلنا الكتاب خزائن مقفلة ! ولكم مَنْ يستخرج منها ما تحتاجه عقول البشر في كل جيل ، فالنعمة العلمية على البشر لا تتم إلا بمفسر للكتاب الإلهي .