المسألة الثامنة النزعة المادية والضيق بالغيبيات بعض هؤلاء يحمل في قلبه عقدة من الغيبيات ، فتراه يرد معجزات الأئمة صلوات الله عليهم وكراماتهم ، أو يميل إلى ردها حتى لو كانت بسند صحيح ! بل يرد أكثر معجزات النبي صلى الله عليه وآله التي رواها الشيعة والسنة بأسانيد صحيحة ! ! وتصل حساسيته إلى رواة الكرامات فتراه يضعف الرواة الأجلاء الذين أجمعت الطائفة على توثيقهم مثل جابر بن يزيد الجعفي رحمه الله ، والعلماء الأجلاء الذين أجمعت الطائفة على وثاقتهم وعدالتهم ، مثل السيد ابن طاووس قدس سره ، لمجرد أنهما يعتقدان بالمعجزات والكرامات ويرويانها ! تراه يشبه أصحاب النزعة الغربية العلمانية ، الذين يكبرون الماديات ، ويفسرون بها الأمور الغيبية ، ويردون منها ما لا يقبل التفسير المادي ! عندما أسمع أحدهم وهو يتحامل على الغيبيات ويردد كلمة الغيبيات بإهمال واستخفاف ، لا أملك إلا التعجب لهذا ( العالم أو الطالب أو المسلم المتدين ) ، المعتقد بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وبالكتاب والسنة ، وهو مع ذلك يتكلم بهذا الكلام ! وهل الإسلام إلا الغيب ؟ ! أليس وجود الله تعالى الذي نعبده غيباً ؟ أليست الآخرة التي نوقن بها غيباً ؟ أليس الغيب في القرآن أضعاف الشهادة ؟ أليس الغيب يحيط بنا من كل جانب ؟ ! يقول بعضهم ، أنا أؤمن بالغيب ، لكني أناقش في وسائل إثباته ، وفي إشاعة ثقافة الغيبيات في عوام الناس . وهو كلام يغريك لأول سماعه ، كأن صاحبه عالم متثبت محتاط ! لكنك