responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 74


عندما تتعرف على أفكاره ومبانيه وسلوكه ، تجد أنه لا يؤمن بالمفردة الغيبية حتى لو صح دليلها على مبناه ، ويتمحل لتفسيرها تفسيراً مادياً !
إنه نزَّاعٌ إلى الماديات ، معرضٌ عن الغيبيات ، وكأنه يكرهها !
ولو سألتهم عن مقولتهم عن ثقافة الغيبيات : ماذا يضركم أن يعتقد الناس بالغيبيات ؟ وأن يتلو الخطباء على أسماع المسلمين من منابر الجمعة ومنابر العزاء الحسيني آياتها ورواياتها ، ويشرحوا لهم مفاهيمها ، ويقصوا عليهم قصصها ؟ !
لقال قائلهم إن انشغال الأمة بالغيبيات يبعدها عن واقعها ، ويقلل من استجابتها للدعوة إلى العمل الإسلامي ، وأداء واجبها لإقامة الدولة الإسلامية ، وهذا يعني تخلف الأمة في الوعي والعمل السياسي الواجب !
هنا ينكشف سر حساسيتهم من الغيبيات !
فالواقع الذي يجب على الأمة وعيه هو الواقع الحسي السياسي فقط ، والغيب ليس من الواقع ، ولا يصح الانشغال به إلا بقدر ملح الزاد فقط !
من أين جاء هذا التعريف للواقع ، إلا من الفهم الغربي ، الذي يتفق تماماً مع الفهم السلفي في الحساسية من المعجزات والكرامات والغيبيات ؟ ! !
لقد انكشف السر ! فالمطلوب سَوْق الأمة في مساق معين ، وإيمانها بالغيبيات والمعجزات والكرامات يعيق ذلك !
لهذا تجب التخلية ثم التحلية ! التخلية من زيادة الإيمان بالغيبيات ، والتحلية بوعي الواقع الإسلامي والعمل السياسي له !
ولماذا لا يكون الواقع الإسلامي شاملاً لوعي الخارج الحسي ، ووعي الغيب في مختلف شؤون العقيدة والحياة ، وفي طليعته وعي مقامات النبي صلى الله عليه وآله

74

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست