مع أن الصحابة : " كانوا لا يتجرأون هم على مسألة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يوقرونه ، ويهابونه " [1] . وقد عبر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه الحقيقة وذكر هذه المزية لنفسه ، فقال : وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كان يسأله ويستفهمه ، حتى إن كانوا ليحبون أن يجي الأعرابي والطاري فيسأله عليه السلام حتى يسمعوا ! وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته [2] . وقال ابن عمر في الحسن والحسين عليهما السلام ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنهما كانا يغران العلم غرا [3] . وقال ابن عمر - في أهل البيت - : إنهم أهل بيت فهمون [4] . اعتراف كبار العامة بأفقهية أئمة أهل البيت عليهم السلام : قال أبو حازم : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه [5] . ومثله قال الزهري [6] .
[1] صحيح الترمذي ( 5 / 645 ) رقم 3742 . [2] نهج البلاغة ، الخطبة ( 210 ) . [3] تاريخ ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام - ( ص 197 ) رقم ( 176 و 177 ) وانظر النهاية لابن الأثير ( غرر ) وكذلك لسان العرب والطبراني في المعجم الصغير ( 1 / 184 ) ط المدينة ، وتاريخ بغداد ( 9 / 366 ) رقم 4936 . [4] حلية الأولياء ، لأبي نعيم . [5] تاريخ ابن عساكر - ترجمة السجاد عليه السلام - الحديث 45 ومختصر ابن منظور له ( 17 / 240 ) وسير أعلام النبلاء ( 4 / 394 ) . [6] جهاد الإمام السجاد عليه السلام ( ص 114 ) .