responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقلان نویسنده : السيد محسن الحائري    جلد : 1  صفحه : 38


فإذا كان " كتاب الله " قد تميز بالحجية الذاتية ، وثبوته بالتواتر وكونه خالدا إلى يوم القيامة ، وكونه معصوما ، فلا بد أن تتميز " السنة " بنفس المزايا : فتكون حجيتها ذاتية ، كما قلنا ، وخالدة إلى يوم القيامة ، ومعصومة ، ولا بد أن يكون طريق ثبوتها العلم ، لا الظنون .
ومع ذلك ، فإن صدق " السنة " على حكم شرعي ، لا بد أن تكون فيه صفة الدوام واستقرار العادة واتباع الجماعة ، كما أوضحنا في معنى السنة لغويا ، فلا يصدق إلا على ما كان له نحو ثبوت واستقرار جازم ، لا ما يعتريه الشك والترديد والجرح والإبطال ، والمعارضة والمخالفة ، ولذلك قيد بعضهم السنة بكونها " ماضية " بمعنى جارية ومعمول بها .
ولعل مجمل ما ذكرنا أمر يتفق عليه المسلمون كافة ، ولم يخالف في أصله أحد منهم .
إلا أنه وقع الخلاف بينهم في مصداقية " السنة " ؟ وأنها من أين تؤخذ ؟ وما هو المصدر العلمي الموثوق الذي يحكيها ويثبتها ؟
وقد استغل هذا الخلاف بعض من أراد القدح في الشريعة من طرف خفي ، فأعلن التشكيك في مجموع السنة ، وشكك في تشريعات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحجيتها ، محتجا بكونه " بشرا " تارة ، وبأنه " يهجر " أخرى ، حتى أصبح هذا الرأي شعارا لأهله رفعوه بعنوان " حسبنا كتاب الله " ، رفعه في عهد الرسول جماعة من معارضي السنة ، وتبعه على مر الزمان جماعة ، ومنهم في عصرنا من كتب " الإسلام هو القرآن وحده " وأصبح حركة سياسية يتبعها " القرآنيون " [1] .



[1] لا لاحظ عن هذه الشعارات وهذه الأفكار : كتابنا تدوين السنة الشريفة ( ص 79 و 81 و 125 و 360 و 359 - 363 و 425 - 428 و 434 و 406 . ودراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه ( ص 21 - 41 ) ، وحجية السنة لعبد الخالق ( ص 246 - 277 ) .

38

نام کتاب : الثقلان نویسنده : السيد محسن الحائري    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست