responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقلان نویسنده : السيد محسن الحائري    جلد : 1  صفحه : 33


فالحجية : مصدر جعلي مأخوذ من " الحجة " ويقصد بها أثر البرهان والدليل ، وهو : الانكشاف والظهور ، المستتبع " وجوب العمل على وفقه ولزوم الحركة على طبقه ، بحيث يقطع به العذر ، ويغلب به الخصم ، فكل ما وجدت فيه هذه الآثار فهو " حجة " اصطلاحا ومن ذلك " العلم " الذي هو انكشاف للواقع والحق ، فإن كونه موجبا للعمل ، وملزما للحركة على طبقه ، وقاطعا للعذر ، وموجبا للغلبة على الخصم ، أمور ثابتة فيه ، بذاته ، أي بنفسه واستقلالا ، ويكفي حصوله ووجوده في ترتبها عليه ، من دون توقف على التزام آخر ، من حاكم أو آمر ، كما أنه ليس لأحد - مهما كان - المنع من كشفه ووضوحه وحجيته ، بأي شكل من الأشكال ، إلا بإيراد الشبهة في مقابل البديهة أو التشكيك في حصوله .
ومثل هذه الحجة ، تحتوي على : الحجية الذاتية ، أو الاستقلالية ، حيث لا يحتاج إلى ما يعطيه الحجية بالاعتبار والجعل .
وحيث أن الحاكمية التشريعية هي لله جل وعلا ، وهذا ثابت بأدلة الإيمان والعقيدة الإسلامية ، فما دل على الشريعة من " كتاب الله " تكون حجيتها " ذاتية " كذلك ، بعد ثبوت كون ما نزل " وحيا " إلهيا ، كما هو الثابت بالنسبة إلى القرآن الموجود بين الدفتين والمتواتر عند المسلمين .
لأن آيات الكتاب الكريم ، بعد ثبوت كونها وحيا ، تكون كالعلم في الحجية ، فما احتوته هو " حكم الله وشريعته " بلا ريب ، فتكون حجيته ذاتية بمعنى أنه موجب للعمل ، والحركة ، وقاطع للعذر ، وموجب للغلبة على الخصم . بنفسه وذاته وبمجرد حصوله .
وكذلك ما ثبت كونه " حكما " إلهيا بطرق أخرى موجبة للعلم ، كالحس والإلهام ، أو التواتر ، من طرق العلم ، فإن حجيته ذاتية ، استقلالية ، غير قابلة للجعل إثباتا ولا نفيا .

33

نام کتاب : الثقلان نویسنده : السيد محسن الحائري    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست