نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 60
شيء منه هو عبادة ، أو أن لهذه العبادة معنى خاص ، وتلك هي دعوة وطلب وإظهار المذلة والخضوع لشخص ما ، وأن نعتبره « المتصرف بلا منازع » في أمور الدنيا والآخرة ، وبتعبير آخر أن نعتبر اللَّه : اللَّه الكبير واللَّه الصغير ، أو اللَّه الحقيقي واللَّه الخيالي . ويطلقون كلمة الله على كائن يكون خالق العالم ، أو أن يكون مالكا لشأن من شئونه ومخولة إليه ، كما لو كان مالك مقام « الرازقية » أو « المغفرة » ، وأو « الشفاعة » . ولكن حينما يطلب شخص من شخص شيء بهذا الشكل ، يقولون أنه قد عبده ، وليس طلب الشفاعة من الشافعين التقات بهذه الصورة أبدا ، وإنما هو من وجهة نظر أن هؤلاء هم العباد المقربين لساحة اللَّه القدسية ، وأن دعاء هؤلاء في محضر اللَّه يحظى بالاستجابة ، وبكلمة أخرى أن اللَّه سمح لهؤلاء أن يشفعوا في ظروف معينة . أن توضيح هذا كون الآيات القرآنية تصرح بجلاء على أن الأشخاص الذين يصرحون بالحق والحقيقة ، سوف يشفعون يوم القيامة ، وهنا حيث يقول : ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمونَ 43 : 86 [1] . أن لفظة « إلا » التي هي من حروف الاستثناء تصريح جلي على عمل تلك الصفوة للشفاعة ، التي تصرح بوحدانية اللَّه سبحانه وتعالى .