نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 156
ونهج السلف الصالح ؟ وأ ليس مؤلف كتاب « التوصل » مؤسس « الدعوة السلفية » ؟ فلما ذا إذن نقل السلف الصالح هذا الحديث وأمثاله بلا تحفظ ، ولم يخطر ببالهم أبدا موضوع الشرك ؟ لنفرض أن عبد الرحمن ، ابن أخ الخليفة الثاني اختلق ووضع حديثا كهذا عمدا ، فهل يسمع مختلق الحديث ، وهو من آل الخلافة ، لنفسه أن يختلق حديثا لا يتقبله الناس ؟ بلا شك ، كلا . إن الكذّاب الذي يريد أن يتناقل كلامه في المجالس ، وتتناقله الألسن ، يصنع كذبا غريبا ، يجعل الناس يتنافرون منه . وباختصار عندما يلحق هذا الحديث بأحاديث التوسل الأخرى ، والتي يفوق عددها على الثلاثين ، وأن يؤخذ بنظر الاعتبار إقبال المحدثين والمفسرين في نقلها ، فيمكن للإنسان أن يقول بشكل جازم ، أن مضامينها لم تكن مخالفة لأصول التوحيد ، وأن التوسل بالذوات والشخصيات الفاضلة على عكس مبالغة الوهابيين في الكلام ، لا ارتباط له بالشرك . لقد تجاوزت الروايات التي وردت في هذا المجال ، حد التوتر ، ولا يمكن أن يصيب ضعف سندها لدى الاحتجاج بها بأذى . يحاول السيد « محمد نسيب الرفاعي » كثيرا في كتاب « التوصل إلى حقيقة التوسل » ، لأن يجعلها مرفوضة من حيث السند ، بيد أنه أغفل نقطة واحدة ، وهي أن هذا العدد الكبير من الروايات والتي تبحث كلها عن هدف واحد ، وهي بالأحرى المتواترات المعنوية ، لا يمكن رفض البعض منها كونها ضعيفة من حيث السند ، ولا يمكن أبدا أن يكون ضعف سند الأخبار المتواترة مانعا عن الاحتجاج .
156
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 156