نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 152
مختلفة ومتنوعة . فإن الهدف النهائي من الخلق سوف يكون بالتأكيد إنسانا ذو كمال معنوي أكثر ، وبالأحرى أكثر الناس كمالا وأسماهم . وأما الأناس الآخرون ، فلن يكونوا من حيث الكمال والفضيلة بهذه الدرجة والمرتبة ، رغم أنهم أهداف متوسطة ، بيد أنهم لم يكونوا هدفا نهائيا ، بل أنهم وقعوا في مسير هذا الهدف ، وأن الشيء الذي يقع في مسير الهدف النهائي ، ولا يكون الهدف النهائي ، سيكون فاعلا بالشكل المغلوب والمراد قرينا للهدف النهائي . ولن يكون بعكس ذلك مطلوبا ، ولن يصبح موضع إرادة الفاعل . وبعبارة أخرى : إن الهدف من خلقة الإنسان ليس وقفا على تربية الإنسان « أكمل من جميع الجهات » ، بل أن الأناس الآخرين الذين يتحلون بالكمال الإنساني قليلا أم كثيرا ، يكونون ضمن الهدف من الخليفة . بيد أن هذه الكمالات النسبية يضمنون الهدف في حالة أن يكونوا ملحقين بالهدف النهائي ، وبعكس هذه الحالة ، لن تكون الكمالات المتوسطة محرّكا للفاعل من أجل القيام بالعمل . كالأستاذ الذي يقوم بالتدريس في إحدى الصفوف ، والذي له خمسة طلاب من المتفوقين : وعشرون طالب متوسط ، فهو يريد أن يوصل الجميع إلى الكمال اللائق ، بيد أنه لو لم يكن في الصف خمسة من الطلبة المتفوقين ، فلن يكن يؤهله لتدريس عشرين طالبا آخر . وبكلام آخر ، فإن الهدف من الحصول على شهادة الصف الأول ، هو الوصول إلى الصف الثاني ، في حين أن الوصول إلى الصف الثاني ليس الهدف النهائي ، بل أنه في سياق الهدف النهائي ، الذي يكمن في الحصول على شهادة علمية عالية تؤهله للعمل في
152
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 152