نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 101
بمعنى « القرب » ( وليس وسيلة القرب ) ، فهو من باب الصدفة أو الاقتضاء ، حيث توجد في الغالب استعمالات مجازية ، ويحتمل أن يكون اقتضاء وسيلة التقرب سببا للقرب والتقارب ، ويطلقون في اللغة العربية سببا ، ومسببا في أحيان أخرى . وقد أشير إلى هذا الموضوع في فن البلاغة . وتمّ إلى هنا تذليل العقبة الأولى ، ولكن إلى أن لم يتحقق الموضوع الثاني ، لن يكون القسم الأول وافيا ، لأن هذه الآية تدعونا إلى البحث عن الوسيلة ، ولا ريب في أن أداء الفرائض والمستحبات وتجنب المحرمات والمكروهات ، هي أعظم وسيلة للتقرب إلى مقام الربوبية . يقول « أمير المؤمنين » - عليه السلام - في إحدى خطبه حول الوسيلة التي يتوجب على المؤمن التمسك بها ، ما يلي : « إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله ( سبحانه ) الإيمان به وبرسوله ، والجهاد في سبيله ، فإنّه ذروة الإسلام ، وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة وإقام الصّلاة فإنّها الملَّة وإيتاء الزّكاة فإنّها فريضة واجبة ، وصوم شهر رمضان فإنّه جنّة من العقاب وحجّ البيت واعتماره فإنّهما ينفيان الفقر ويدحضان الذّنب وصلة الرّحم فإنّها مثراة في المال ومناة في الأجل وصدقة السّر فإنّها تكفّر الخطيئة وصدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السّوء وصنايع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان » [1] . يزيح الإمام في خطبته هذه ، الستر عن حقيقة التوسل ، وهو أن