responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 76


ومن جهة أخرى إلى قلة أنصار الحق وكثرة أدعياء الباطل حتى لكأن الحق عشر ، والباطل تسعة أعشار ، وعليه فلا بد لأهل الحق من مماشاة أهل الباطل في حال ظهور دولتهم ليسلموا من بطشهم .
على أن وصف الحق بالقلة والباطل بالكثرة وكذلك أهلهما صرح به القرآن الكريم في أكثر من آية ، كقوله تعالى : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ( 1 ) وقوله تعالى : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) ( 2 ) .
كما أن الحديث لا يدل على نفي الدين عمن لا يتقي بل يدل بقرينة أحاديث أخر أنه غير مكتمل التفقه ، بل ليس فقيها في دينه ، وهكذا في فهم نظائره الآخر . ومما يدل عليه ما رواه عبد الله بن عطاء قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام : رجلان من أهل الكوفة أخذا ، فقيل لأحدهما : أبرأ من أمير المؤمنين ، فبرئ واحد منهما وأبى الآخر ، فخلي سبيل الذي برئ وقتل الآخر ؟
فقال عليه السلام : أما الذي برئ فرجل فقيه في دينه ، وأما الذي لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة ( 3 ) .
هذا ، ولا يمنع أن يكون الحديث دالا أيضا على سلب الإيمان والدين حقيقة ممن لا يتقي في موارد وجوب التقية عليه ، كما لو أكره مثلا على أن يعطي مبلغا زهيدا ، وإلا عرض نفسه إلى القتل ، فامتنع حتى قتل ، فهذا لا شك أنه من إلقاء النفس بالتهلكة ، وقد مر تصريح علماء العامة بأن مصير


1 ) سورة يوسف : 12 / 103 . 2 ) سورة ص : 38 / 24 . 3 ) أصول الكافي 2 : 175 / 21 ، باب التقية .

76

نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست