نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 60
جاء ، قال : خبأت هذا لك ( 1 ) . قال الكرماني في شرح الحديث المذكور : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبأت هذا لك . وكان ملتصقا بالثوب وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يري مخرمة أزاره ليطيب قلبه به ، لأنه كان في خلق مخرمة نوع من الشكاسة ) ( 2 ) . وقد استخدم هذا الأسلوب من التقية بعض الصحابة أيضا . قال السرخسي الحنفي في المبسوط : ( وقد كان حذيفة ممن يستعمل التقية على ما روي أنه يداري رجلا ، فقيل له : إنك منافق ! ! فقال : لا ، ولكني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله ) ( 3 ) . وواضح من كلام هذا الصحابي الجليل ، أن ترك التقية ليس مطلقا في كل حال وأن عدم مداراة الناس تؤدي إلى نفرتهم ، وعزلته عنهم ، وربما ينتج عنها من الإضرار ما يذهب بالدين كله . ومن هنا روي عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : المؤمن الذي يخالط الناس ، ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ( 4 ) . ولا يخفى على عاقل ما في مخالطة الناس من أمور توجب مداراتهم سيما إذا كانت المخالطة مع قوم مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا حثالة .
1 ) صحيح البخاري 8 : 38 ، كتاب الأدب ، باب المداراة مع الناس . 2 ) صحيح البخاري بشرح الكرماني 22 : 7 / 5756 ، كتاب الأدب ، باب المداراة مع الناس . 3 ) المبسوط / السرخسي 24 : 46 ، من كتاب الإكراه . 4 ) سنن ابن ماجة 2 : 1338 / 4032 . وسنن البيهقي 10 : 89 . وحلية الأولياء / أبو نعيم 5 : 62 و 7 : 365 . والجامع لأحكام القرآن / القرطبي 10 : 359 .
60
نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 60