نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 50
قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) . ومما يدل على وجود تلك الخشية جملة من الأخبار المروية في كتب العامة أنفسهم . فقد أخرج الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ، بسنده عن ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري ، أنهما قالا : ( أمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصب عليا للناس ليخبرهم بولايته ، فتخوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا : حابا ابن عمه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه : ( يا أيها الرسول بلغ . . . ) الآية ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بولايته يوم غدير خم ) ( 1 ) . وأخرج بسنده عن أبي هريرة : ( إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسر أمر الولاية ، فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ . . . ) ( 2 ) . وأخرج بسنده عن ابن عباس هذا المعنى قائلا : ( فكره أن يحدث الناس بشئ منها - أي : الولاية - إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية . . . حتى كان يوم الثامن عشر أنزل الله عليه : ( يا أيها الرسول بلغ . . . ) إلى أن قال - فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الغد فقال : يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد ، ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما ثم قال : أيها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من
1 ) شواهد التنزيل / الحسكاني الحنفي 1 : 255 / 249 في الشاهد رقم 35 ، وأورده الآلوسي في روح المعاني عند تفسيره للآية 67 من سورة المائدة ، فراجع . 2 ) شواهد التنزيل 1 : 249 / 244 .
50
نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 50