نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 37
< فهرس الموضوعات > ما بينه الرازي في المسألة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ثناء القرآن على مؤمن آل فرعون < / فهرس الموضوعات > وقد بين الرازي أن في المسألة قولين : الأول : إن هذا المؤمن لما سمع قول فرعون : ( ذروني أقتل موسى ) لم يصرح بأنه على دين موسى عليه السلام بل أوهم أنه مع فرعون وعلى دينه ، مبينا أن المصلحة تقتضي ترك قتله ، لأنه لم يرتكب ذنبا وإنما كان يدعو إلى الله عز وجل ، وهذا لا يوجب القتل . الثاني : إنه كان يكتم إيمانه ، ولما علم بقول فرعون المذكور أزال الكتمان وأظهر كونه على دين موسى وشافه فرعون بالحق ( 1 ) . على أن تقيته واضحة جدا حتى على القول الثاني ، لأنه رضي الله عنه كان قد أظهر إيمانه وشافه فرعون بالحق بعد أن كتمه بتصريح القرآن الكريم ، وكتمان الحق وإظهار خلافه هو التقية بعينها . وهذا الرجل العظيم لم يصفه القرآن الكريم بالنفاق ، ولا بالمحتال المخادع ، بل وصفه بأشرف الصفات وأعظمها عند الله عز وجل ، صفة الإيمان . وكيف كان ، فقد أخرج المتقي الهندي في كنز العمال ، عن ابن النجار ، عن ابن عباس ، وعن أبي نعيم في الحلية ، وابن عساكر ، عن ابن أبي ليلى مرفوعا قوله صلى الله عليه وآله وسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، ومؤمن آل فرعون الذي قال : ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ) ، والثالث : علي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم ( 2 ) .
1 ) التفسير الكبير / الرازي 27 : 60 . 2 ) كنز العمال / المتقي الهندي 11 : 601 / 32897 و 32898 ، ط 5 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت . وفي حاشية كشف الأستار / محمد حسين الجلال : 98 مؤسسة الأعلمي ، بيروت / 1405 ه ، قال : ( وحسنه السيوطي ) .
37
نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 37