نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 116
تعالى : ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ( 1 ) ، ولا شك في دخول التقية في مصاديق هذا القول الكريم ، ومعنى هذا أن التقية في مداراة أهل الباطل تؤدي إلى اجتذابهم إلى الحق ، وتبصرتهم بعد العمى ، ويؤيد ذلك ما جاء عن الإمام العسكري عليه السلام في تفسير قوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) ( 2 ) . قال عليه السلام : قولوا للناس كلهم حسنا ، مؤمنهم ومخالفهم . أما المؤمن فيبسط لهم وجهه ، وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان ( 3 ) . ويفهم مما تقدم أن التقية من الإحسان ، وبما أن الإنسان عبيد الإحسان ، ترى ، فأي عاقل لا يحب من يحسن إليه ، وإن كان ذلك الإحسان في واقعه عن تقية ؟ 6 - التقية نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويدل عليه أمران : أحدهما : إن اللجاجة والمقاطعة والمخاصمة مع المخالف في دولته تعد من المنكر إذا ما أدت إلى إضعاف المؤمنين أو تضررهم ، على عكس معاشرتهم ومخالطتهم المؤدية إلى سلامة المؤمنين وحفظهم فضلا عن اجتذاب المخالفين إلى الإيمان ، فهذا من فعل المعروف بلا شك . الآخر : تصنيف أحاديث التقية من قبل المحدثين في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا زيادة على ما تضمنته أحاديث أهل
1 ) سورة النحل : 16 / 125 . 2 ) سورة البقرة : 2 / 83 . 3 ) مستدرك الوسائل 12 : 261 / 1 باب 27 من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
116
نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 116