نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 58
دفع هؤلاء إلى الابتداع . إن المبتدع وإن لم يكن متنبئا أو مدعيا للنبوة إلا أن عمله يعد نوعا من أنواع التنبؤ ، لأنه يأتي بدين جديد ، أو بشئ لم تفرضه الشريعة جزءا من الدين ، أو يحذف شيئا جعلته الشريعة جزءا من الدين ، وقد دلت روايات كثيرة على هذا المعنى . إن بعض البدع تنشأ من الهوى ، فقد خطب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) الناس ، فقال : ( أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن : أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يتولى فيها رجال رجالا . . ) [1] . إن رغبة الظهور تلعب دورا كبيرا في حياة الإنسان ، وإذا ما انفلتت هذه الرغبة من القيود الشرعية ، وتركت تنمو وتتصاعد حتى تسيطر على مشاعر الإنسان وتتدخل في رسم سلوكه العام فإنها في نهاية المطاف ستدفع بصاحبها إلى ادعاء المقامات الرفيعة التي تختص بالأنبياء . روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أن أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) مر بقتلى الخوارج بعد معركة النهروان فقال : ( بؤسا لكم لقد ضركم من غركم ، فقيل له : من غرهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال ( عليه السلام ) : الشيطان المضل ، والنفس الأمارة بالسوء ، غرتهم بالأماني وفسحت لهم في المعاصي ووعدتهم الاظهار فاقتحمت بهم النار ) [2] . قال تعالى : * ( . . . ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . . . ) * [3] .
[1] الكافي ، للكليني 1 : 54 / 1 باب البدع . [2] شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد 19 : 235 . [3] القصص 28 : 50 .
58
نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 58