نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 38
قلوبهم [1] ، والمولين أدبارهم أمام الكفار [2] ، والفاسقين [3] . وكيف يا ترى مع وجود كل هذه النعوت والأوصاف التي أطلقها القرآن الكريم على أشخاص أو مجموعات من الناس كانت تعيش في أوساط المسلمين وتجتمع باجتماعهم ، يصف الرسول تلك القرون بأنها خير القرون ؟ ! إن الذي يبدو واضحا أن الحديث موضوع من أجل هدف خطير ، وهو تصحيح كل أفعال السلف وجعلهم معيارا فاصلا بين الحق والباطل ، فما فعلوه فهو الحق وما تركوه هو الباطل ! ! ونحن نعتقد أن عمل السلف ليس مصدرا من مصادر التشريع كما صوره البعض وبنوا عليه كثيرا من الأحكام الشرعية التفصيلية ، مع أنه ليس هناك أي دليل يشير إلى اعتبار فعل السلف وحجيته في مجال الأحكام الشرعية . إن قبول ذلك المعيار يعني استسلام الشريعة المقدسة إلى البدع والمحدثات ، واختلاط الحرام بالحلال ، والوقوع في تناقضات أفعال السلف التي طفحت بها كتب الرواية والحديث والوقائع التاريخية . والأمر الوحيد الذي نمتلكه بهذا الصدد ، هو أن فعل المتشرعة الذين يمثلون الطبقة الطليعية في المجتمع الإسلامي ، والذين يحكي تصرفهم وسلوكهم عن واقع الأحكام الشرعية ، باعتبار حرصهم على تطبيق